واجعل لي لسان صدق في الآخرين
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
واجعل لي لسان صدق في الآخرين
تفسير قول الله تعالى : ” واجعل لي لسان صدق في الآخرين (84) ”
هذا من دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، سأل الله تعالى أن يجعل له لسان صدق في الآخرين أي أن يجعل له من يثني عليه في الآخرين ثناء صدق ، وقد استجاب الله تعالى دعاءه فكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام محل الثناء في كتب الله عز وجل وفي ألسنة رسله ، حتى إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) ، وقال تعالى: ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ) ، فالثناء على إبراهيم حصل في الآخرين ، حتى أن اليهود قالوا إن إبراهيم كان يهوديا والنصارى إن إبراهيم كان نصرانيا فأنكر الله ذلك وقال : ( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ) ، والمقصود أن هذه الأمم كلها تفتخر أن يكون إبراهيم عليه الصلاة والسلام منها لكنها كاذبة ما عدا المسلمين ، واليهود والنصارى ليسوا على هذا الوصف بل هم كفار ، ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ) ، وقد كذبهم الله تعالى في ذلك في قوله : ( ذلك قولهم بأفواههم ) وفي سورة الإخلاص قال الله تعالى : ( قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين